آخبار عاجل

كيف يكون توزيع الأدوار في المنزل . هل هو إجباري أم اختياري؟ .. بقلم : « سلوى المؤيد

12 - 03 - 2019 12:00 1388

الحلقة الـ  52 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان :  كيف يكون توزيع الأدوار في المنزل . هل هوإجباري أم اختياري؟

.............................................                                                                                                                                                                                    

                                                                                                 

 إذا أردنا من أبنائنا القيام بإدوار هم أو واجباتهم  المنزلية كأفراد في الأسرة  فإننا يجب أن نبتعد عن جعل  الأدوار  اختيارية وليست إلزامية لإن الإبناء  المراهقين عندما  لا يشعرون  أنهم  ملزمون بإداء أدوراهم في البيت في وقت محدد فإنهم سيتهربون وسيؤخرون أدائها..وسيكون ذلك مصدر  للتوتر في نفوس أبائهم. كما أنهم للأسف  لن يقوموا بواجبهم لا في الوقت المحدد أو بعده ..وهو  الأسلوب  المتساهل مع الأبناء العديم الفائدة في تربية  حس المسؤلية لديهم وهو عكس الأسلوب الحازم الديمقراطي .

 لنوضح الصورة أكثر سأقوم باستعراض مثالين لنفس الشخصيتين وكيفية استجابتهما للأسلوب المتساهل والأسلوب الحازم ..لنرى الفرق الفعال  في الإحساس بالمسؤلية ليستفيد  من تطبيقه الآباء في تربيتهم لإبنائهم سواء كانوا أطفال أو مراهقين .

 في كل يوم كان على سوزي البالغة من العمر ١١سنة أن تقوم  بوضع الصحون في ماكينة الغسيل  قبل أن تذهب للعب مع صديقاتها  .. فهذا الواجب يعد واحد من الواجبات العديدة عليها في البيت كأحد أفراد الأسرة .

سألتها أمها " هل انتهيت من واجبك بالنسبة لوضع الصحون في ماكينة الغسيل ..إذا لم تفعلي إذهبي وقومي به قبل أن تذهب للعب مع صديقاتك في الخارج "

قالت سوزي لنفسها ( لقد مسكتني أمي قبل أن أخرج ..لو خرجت من قبل أن تراني لهربت من هذه المهمة  )

وهذا ما فعلته سوزي في اليوم التالي ..فقامت أمها بالعملية بدلاً منها مع عتابها فيما بعد.

هل أثر العتاب في سوزي ..ولن تتهرب من مسؤليتها فيما بعد ..بالطبع لا ..لإن أمها كانت تعتقد أن ما فعلته مع إبنتها من أن تأمرها بهذه المهمة ..هو أمر إلزامي بينما كانت الطريقة الصحيحة الفعالة أنها يجب أن لا تقوم بعمل ابنتها بدلاً منها ثم تعاتبها ..وإنما تضع أمامها خيارين تلتزم بإحدهما .. فتختار ما تريدإما أن  تضع الصحون قبل الخروج في الغسالة أو بعد أن تعود   ..ثم  توضح لها  ما تتوقعه  منها وهو أن تقوم    بواجبها في الوقت الذي اختارته ..وتبين لها نتيجة عدم التزامها بحرمانها من اللعب في ذلك اليوم مع صديقاتها (العواقب المنطقية للتصرفات السلبية ) بعد انتهاء  واجباتها أو عدم مشاهدة التلفزيون في تلك الليلة ..أما إذا قامت به فأنها تمتدحها  وتقول لها أنها فخورة بإن لديها إبنة تدرك مسؤلياتها وتقوم بها بنفسها .. وهو ما نسميه الأسلوب الحازم الديمقراطي في تربية الأبناء وهو أفضلها .

لنأت بمثال آخريدور حول طلال الشاب البالغ من العمر ١٦ سنة ..الذي طلب منه والده     أن يهتم بحديقة البيت طوال فترة عدم حصولهم على مزارع  ..وكان المطلوب منه أن يقوم بتشذيب الأشجار وسقاية المزروعات..ولم يكن ذلك يأخذ من وقته أكثر من ساعة ونصف ..ولا يقوم به إلا  في  يومي الإجازة الإسبوعية كما حدد له والده  .

فهل اعتبر طلال هذا الأمر إلزامي  لو لم يعاقبه والده إذا لم يقم به ..في البداية قام به على سبيل التسليه..لكنه بعد عدة مرات ..أصابه الملل فأخذ يتهرب ..في ذلك الأسبوع طلب منه والده القيام بمهمته قبل أن يذهب مع أصدقائه..لكن طلال توسل لوالده

                                            

                    " أبي ..أوعدك أني  سأقوم به غداً لإني سأذهب مع صديقي إلى مبارة لكرة السلة ..فقد أشتري أمس والد

صديقي  التذاكر لنا "

 قال والده " تستطيع أن تقوم بعمل جزء من مهمتك قبل أن تذهب لمباراة كرة السلة

أجاب طلال متعللاً " أبي غداً إجازة ..ولاأريد أن  أصحو مبكراً ..أوعدك أني سأقوم به بعد عودتي قبل أن يحل الظلام "

وافق والده على أمل أن يقوم إبنه بما وعد به ..لكن طلال لم يعد إلا بعد أن حل  الليل..عاتبه والده ووعده  إبنه أنه سيقوم بواجبه المطلوب منه يوم الجمعةصباحاً ..و بالطبع نام طلال إلى الساعة الحادية عشرصباحاً ..وعندما نهض وأكل إفطاره..وأراد أن يبدأ بمهمته..  فوجىء بصديقه قادماً يطلب منه الذهاب معه إلى (السيف مو ل)  لشراء بعض القمصان التي وصلت حديثاً ..توسل طلال  إلى والده أن يذهب معه ..وعندما يعود سيكمل المهمة.

فهل صدق طلال في وعده لوالده ؟ كلا..ولماذا يصدق وهو يرى أباً   يفعل له ما يريد.. على أمل أن يقوم بواجبه ..فهووالد متساهل مع حدوده ..وفي النهاية عاد طلال متأخراً واعتذر وأبدى سبباً  لوالده الذي عاتبه قليلاً وطلب منه القيام بمهمته الأسبوع القادم .

لقد تعلم طلال أمراً واحداً من أبيه أن في إمكانه تأخير مهمته مادام يجد الحجج لتأخيرها ووالده يوافق عليها ..صحيح أنه يشعر بالذنب قليلاً لإنه أحبط والده ..لكنه أقنع نفسه أنه   سرعان ما ينسى .

الخطأ الذي ارتكبه والد طلال أنه لم يحدد اليوم المطلوب من طلال أن يهتم بالحديقة وإنما ترك الوقت عائماً في عطلة نهاية الأسبوع وهي يومان ..فأي يوم على إبنه القيام بمهمته ..أما الخطأ الثاني فإنه لم يحدد العبارات الواضحة التي تبين ماذا يتوقع من ابنه القيام به مثل أن يقول

" طلال .الحديقة بحاجه إلى العناية..والمزارع خرج منذ فترة ..مطلوب منك أن تهتم بها مرة في الأسبوع هو يوم الخميس هل هذا الأمر واضح لك "

إذا قال الإبن "نعم" عندها يسأله والده " أنا أترك لك الخيار بين يوم الخميس أو الجمعة أيهما تختار ؟" إذا أجاب طلال "الجمعة" فإن معنى هذا أن يوم الجمعة لا ينتهي إلا وطلال قد قام بواجبه  أي أنه لن يذهب مع أصدقا ئه أو يتسلى بإي شيء إلا إذا قام بهذا الواجب الذي اختار   الوقت الذي سيقوم خلاله .. وبإسلوب جيد لا أن يقوم بجز من  عمله أو لا يحسن عمل مهمته..ويذهب سريعاً إلى أصدقائه .. لإن أداء المسؤلية يجب أن يكون بإ خلاص وإتقان .

[email protected]



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved